عشق الجمهور السعودي- تأثير لا يهدأ على قرارات كرة القدم
المؤلف: سلطان الزايدي11.18.2025

في أرجاء المملكة العربية السعودية، يتربع جمهور شغوف وعظيم يعشق كرة القدم بجنون، هذا العشق المتأصل يمكن استكشافه من زوايا متعددة ومختلفة، هؤلاء المشجعون المتحمسون لا تشغلهم التفاصيل الدقيقة التي تجري في عالم كرة القدم الساحر، جل اهتمامهم يتركز على كيفية الحفاظ على هذا العشق المتأجج وتنميته، ولا يرغبون إطلاقًا في أن يخبو هذا الشغف أو يتضاءل تحت أي ظرف من الظروف أو أي تأثير خارجي، هذه القاعدة الذهبية لا تستثني أحدًا على الإطلاق، فالجميع بمختلف انتماءاتهم وميولهم يمتلكون هذا الشعور الجارف، حتى في لحظات الغضب العارم، فإن عشقهم لأنديتهم يظل قوة دافعة لا يمكن تفسيرها بسهولة، ففي الأيام القليلة الماضية، دعت بعض الجماهير إلى مقاطعة المباريات وعدم الحضور إلى المدرجات احتجاجًا على بعض القرارات الإدارية في أنديتهم المحبوبة، وكنت أظن أن هذه الدعوة ستلقى صدى واسعًا وتتحول إلى واقع ملموس، وأن المدرجات ستصبح خالية بأمر من هؤلاء المشجعين الغاضبين، ولكن هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق، ولا أعتقد أنه سيحدث في المستقبل القريب، فالجماهير تعشق أنديتها بجنون وتضحي من أجلها بكل ما تملك.
في عالم كرة القدم الديناميكي والمتغير باستمرار، لا تتوقف الأحداث أبدًا، والجمهور لا ينتظر توضيحات أو معلومات من أي طرف حتى يتمكن من توجيه ردة فعله نحو الاتجاه الصحيح الذي يحقق النتائج المرجوة، لذلك من الطبيعي جدًا أن يكون لهذا الجمهور تأثير كبير في جوهر العمل داخل كل الأندية، حتى لا يصلوا إلى مرحلة حرجة يتوقف فيها كل شيء، ويقرر هذا الجمهور أو ذاك الابتعاد حفاظًا على صحته النفسية والعاطفية، لذلك طالما أن هناك احتجاجات مستمرة على بعض القرارات المتخذة في الأندية الجماهيرية من قبل الجمهور، فإن القرارات التي أثارت هذا الغضب العارم تحتاج إلى إعادة نظر وتقييم شامل، وتوضيح وشرح مفصلين حتى تكتمل الصورة لدى كل مشجع، ففي عالم كرة القدم المثير، لن تتوقف الاحتجاجات والاعتراضات الجماهيرية أبدًا طالما أن المنافسة قوية وشرسة، والكل يسعى بكل جدية وإصرار لتحقيق الإنجازات والألقاب، على سبيل المثال لا الحصر: جمهور النصر العريق منذ بداية الموسم الحالي، وتحديدًا منذ اللحظة التي أعلن فيها «إبراهيم المهيدب» استقالته من منصبه، وهم يعترضون بشدة على وجود الإيطالي «جويدو» المدير التنفيذي في نادي النصر، هذا الإجماع الكاسح على رحيله لا يبدو أنه مجرد حالة خاصة مرتبطة بمجموعة صغيرة من الإعلاميين والجماهير، بل إن الأمر تجاوز كل الحدود المتعارف عليها بالنسبة لهم، ولا ينتظرون في الأيام المقبلة سوى الإعلان الرسمي عن استقالة الإيطالي «جويدو»، والبدء الفوري في البحث عن مدير تنفيذي آخر يتمتع بالكفاءة والخبرة اللازمة، لذلك من الضروري أن يضع صاحب القرار في الحسبان كل ردود الأفعال التي تصدر عن الجمهور، وأن يسعى جاهدًا لدراسة الحالة بشكل متعمق ومناقشتها مع جميع الأطراف المعنية بشفافية وموضوعية، وهذا ما حدث بالفعل في قرار إقالة «كاسترو» المدرب السابق لنادي النصر.
اليوم، أصبح صوت الجمهور مسموعًا وله صدى قوي، وكل الوسائل متاحة لإيصال هذا الصوت إلى المسؤولين، ومن الطبيعي أن يكون له تأثير ملحوظ، وهذا ما تجسد في التغييرات التي شهدها نادي النصر في الأيام القليلة الماضية.
دمتم في أمان الله وحفظه،،،
